الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

دروس الــبــحــر.












البحرُ نراهُ تارةً هَائِجاً ، وتَارَةً أُخرَى هَادِئاً

مُــتـقـــلــبٌ مـــــزاجُـــه، ومــتغـيـرٌ طَـبْعُه

تَارة تَتَسَلطُ عليه الشمسُ بحرارتِها السَاخنة،

فترتقعُ درجةُ حرارته، كأنه مصابٌ بالحمى،

وتــارة أخــرى تـغـيـب عنه فترجع حرارته

إلى الهـبوط والـبرودة، وإلى حالته الطبـيعـيـة.

في صوتِ حركةِ أمواجه المتتلية والمتلاحقة،




موسيقى عذبة عجزت غيرُهُ من المخلوقات في عزفها ونسجها.

فعندما تسرحُ في الإنصاتِ والإستماع إلى موسيقته العذبة،

ستجد راحة نفسية عجيبة، يتبددُ فيك الضجرُ والضيق.
موسيقته كأنها تسبيح وحمد لله.

هل هي ذاتها التي يجدها الذاكر لربه

والمخبتُ له والخاشعُ في ذكره وتسبيحه؟؟؟


يقول الله تعالى في قُرآنه:" تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ
وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ
بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً "

(الإسراء، 44)


دروس البحر عظيمة جليلة
أخوتي انظروا إلى البحر
رغم تقلب أحواله وتبّدُلِ ظروفه التي تحيطُ به
لم يتوقف يوماً عن ذكر ربه والتسبيح بحمده
فما بالنا نحنُ عندما تكثر أشغالنا وتزدادُ أعمالنا
وتتغير نفسياتنا وطبائعنا،وتسوء صحتنا نميلُ
إلى التقليل أو التتوقف عن ذكر ربنا وتسبيحه
وذكره،فتتسلط علينا الشياطين - أعاذني الله وإياكم منها -

يقول الله ربي وربكم:" وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ
نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ "

(الزخرف، 36)

بل قد نتجرئ أحياناً على التقاعس والتخلف عن جلسات الذكر والتسبيح
وقراءة القرآن الكريم، ونؤثر عليها ما هو فانٍ ورخيص وبخس.
فهيا نكثر من ذكر ربنا في كل الأوقات والأحوال والظروف،

في الصحة والمرض

في السلم والحرب

في السراء والضراء

في الحل والسفر

في الشغل والفراغ


يقول الله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً *
وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً*هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ
لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً "

(الأحزاب)




والسلام.