الاثنين، 18 يوليو 2011

***ـــــ( أًصــدق أصدقائي )ــــــ***


***ـــــ( أًصــدق أصدقائي )ــــــ***

أصدق أصدقائي، صديقٌ حميم، لم أجد له مثيل،
فما أكثر ما صادقت!!!، ولكن لم يبلغوا إلى مستواه الراقي،
ومصاحبته لي ومناصحته لي،فهو أصدقهم قولاً، وأزاكهم روحاً، وأطهرهم نفساً
لا يعرف المُجاملة، يوجه النصيحة بإخلاص لا يطلب بعدها جزاءً ولا شكوراً.

عندما أقعُ في محذور، أو أتقاعس في مأمور، ينبهني ويخوفني بالله ،
ليس من طبعه التخويف فحسب بل يتبعُ ذلك بالترغيب والتشويق إلى التوبة
وطلب المغفرة من الله تعالى، ويناديني بأعذب النداءات لكي أرجع إلى جادة
دربي وطريقي، مهما كان تفريطي وإسرافي، لايقنطني من رحمة ربي، فالإيجابية دَيدَنه.

ليس كغيره من الأصدقاء إلى ما رحم ربي منهم، ينتظرون مني أن أقعُ في المحاذير،
واسلك الطريق الخطير، إذا وقعتُ يفرحون، وإذا قصرتُ في عمل الخير يبتهجون،
كم فاضت ألسنتُهم بالفُحش، وكتبت أيديهم بالغيبة، وبأقبح الأقوال قد قالوا،
وبأبشع الإتهامات قد كتبوا، والتي أنا بحول الله منها براء براءة الذئب من قميص ابن يعقوب،
وما تخفي صدورهم أكبر،.كأنَّهم وصلوا بركضة للتُقى، وبُشِّرون بجنة المأوى.
لايرون عيوبهم لأنهم عنها قد عُموا، فهم في عيوب غيرهم يفتشون،... .
دعوني لا أحدثكم عنهم، فبذكر هاؤلاء تتعكر المجالس وتنقبض الأنفس، وتضيق الصدور.

دعونا نتحدث عن أخلصهم صداقة
فبذكره تتبخرُ المجالس بأطيب أنواع العود، وتبتهج الأنفس وتزهو، وتتألق الأرواح وتعلو.

ـــــ( أًصــدق أصدقائي )ــــــ


كلُ كلامُه تذكير لأمورٍ عظيمة ،ومواعظ بلغية، ودروسٍ قيَّمة.
وقصص هادفة ما أروعها، لا تملُّ من حديثه، ولا تملُّ من تكراره ولا من تصريف عباراته.
كيف لا تأنسُ بمجالسته فجلُّ حديثه ذكرٌ لله، وكيف لا تتطهر النفس والروح فجلُّ كلامه تسبيحٌ لله.
كيف لا تشتاق للجنان؟ فبين ثنايا حديثه وصفٌ رائع للجنان،
وكيف لا تخاف النيران؟ فقد وصفها بأبلغ الأساليب، تصل القلوب قبل الآذان.

يُوجِّهُك لتنظر في الآفاق والأنفس لتتفكر وتتأمل، لتدرك وتؤمن بالله خالقك.
ما أكرمه!، فكرمه ليس بإعطاء الأموال والهدايا، بل يوضح لك الطريق إلى الجنان،
ويقودك إليها ويحذرك من الركون إلى الدنيا ومتاعها الزائل فتهوي والعياذ بالله في النيران.

فمبجرد ما أغفل عن مجالسته والتحدث إليه والاستماع إلى كلماته الراقية،
التي تبهج النفس وتشرقها،يضيق صدري وتسوّدُ حياتي، وتتبعثرُ أوراقي.


فمن هو صديقي ياتُرى،،،،

أنصحكَ أخي
/
أنصحكِ أختي
/
أن تجعله أيضاً صديقك فلن تضل، ولن تشقى، ولن تغوى:-

هو العزيـز
هو المبيـن
هو الحكيم
هو الــحق
هو الكريم
هو القرآن المجيد

فما رأيكم ؟؟؟

والسلام عليكم

مُناظرة: بين الــقـلـبِ وصـاحـبِـهِ

مُناظرة: بين الــقـلـبِ وصـاحـبِـهِ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقف المرء مع قلبه، يتأمل حركاته، ويتفكر في أحواله ،
فأخذ يشكو إليه ويلومه سبب قساواته وجفاءه، وبعده ونفوره،
فرَّد القلب عليه بسهامٍ أعيت صاحبه عن الحديث، معترفاً بتقصيره الكبير اتجاه قلبه.
إليكم المناظرة.

صاحب القلب: يا أيها القلب! يا ذا الجفاء والقسوة، ماذا حلَّ بك؟،
نكّدت عليَّ حياتي، فلم أعد أحس بشيء حولي، كم من مواعظ
استمعتُ إليها وما لِنّت، وكم من آيات الله تنزل عليك وما فِقت،
ضيَّقت صدري، وسوَّدت حياتي، وساءت أخلاقي، تشتت حياتي.
هل حلَّ بك الصمم؟، أم أصبت بالعمى؟
لم تعد ذلك القلب المشفق الخائف من ربك، ولاذلك الباكي من خشيته.
أين رجاؤُك؟ أين خوفُك؟ أين توكلُك؟ أين خشوعُك؟ أين شوقُك للجنان؟
وأين خوفُك من النيران؟يكفيك هذه الآلآم التي أوقعتها بي،
دعني أحس بحياة وطعمها اللذيذ.

القلب: يا صاحب ، أنت جاهلٌ حتى النخاع بقدري، وغافلٌ نائمٌ عن منزلتي،
وإلا ما تجرأت بقول ما قلته، أما تعلم بأني العالم بالرب، والمتقرب إليه،
والعارف به، فأنا منظر الرب، وأنا سيد الجوراح كلها، فهي تحت سيطرتي وأمري.
وإذا صَلحتُ صَلحت
وإذا فسدتُ فَسَدَت.
فأنت السبب في فسادي، وأنت السبب في صلاحي.
دعني أخبرك بأني بحاجة مآسة إلى معرفة ربي والإيمان به،
فهما طعامي وشرابي، - فرحماك ربي -.
تَعَهَّدِ القرآن كل صبيحةً وعشيةً سترى بعدها إقبالي، وإشراقي وأنواري،
ففي القرآن شفائي ونوري وغذائي وشرابي، وسعادتي وبهجتي.
إن لم تفعل، فلاترجو مني شيئاً
فأنا ميتٌ بدون الذكر، حيُّ به
فهو كماء الذي إذا نزل بالأرض الميَّتة أحياها
فتنبت الشجرة الإيمان فيِّ، فتؤتي أُكلها كل حينٍ بإذن ربها.
ما أفسدك يا صاحبي !
أفسدتني بكثرة الإختلاط والتمني، والتعلق بغير الله، وكثرة الشبع والنوم.
لعلَّك أدركت الآن بأنك السبب في موتي وضعفي وظلامي وقساوتي وبعدي وجفائي.
والسلام


كيف نصلح القلوب السقيمة، ونحيي القلوب الميتة؟