الاثنين، 26 مارس 2012

عش فقط 24 ساعة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أوجد الله تعالى الإنسان على هذه البسيطة وكرّمه على سائر خلقه وشّرفه،

وحمّله أمانة ثُقلت على السموات والأرض والجبال فأشفقت وأبت حمّلها
وحملها الإنسان الضعيف الجاهل،

وكلّفه مهام من بينهم عمارة الأرض، وعبادته
.
قال تعالى :"وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون"،فالإنسان وهو يمضي أيام عُمره المحدودة، ويقضي ساعات أيامه المعدودة،لابُد له من كسب الرزق ليسد جوعته، ويقضي حاجته، ويحتاج لطلب العلوم بألوانها المخلتفة؛ ليسخرها جميعها لعمارة الأرض وعبادة الله تعالى على علم وبصيرة،ويتطلع إلى مستقبل لايدري كيف يكون حاله فيه،
فيخطط له خطط مدروسة،
ويستغل دقائق عمره المعدودة ، وقواه المكنونة، وملكاته المدفونه فيه،
والفرص المحدودة،
فلايعلق مستقبله وتكوين حياته على ما سيلده له الغيب،
بل يستغل كل دقيقة وقوة وملكة وفرصة،
ليبني نفسه وذاته ومستقبله.
فهذه الطاقات والإمكانيات المتاحة هي المواد الخامة المتوافرة
والتي يجب أن يتستغلها ليبني نفسه وذاته ويصل بها إلى أهدافه وطموحاته.
أخي وأختي
فلاتجزع على ماض ذهب، فإنه لن يعود،
ولاتغّتم لمستقبل آت فإنك لاتدري هل ستكون فيه أم لا،
فما أنت إلا يومك الحاضر، فاستغله أحسن استغلال.

قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ):
" من أصبح آمناً في سربه،
مُعافىً في بدنه، عنده قوت يومه،
فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"
(
الترمذي).
فأنت ملك بإمتلاكك لكل هذه العناصر، فلتحسن استغلالها.


تمرين للقلوب:
عند كل إشراق يوم جديد أغمض عينيك، لمدة 30 ثانية وتذكر بأنك في هذا اليوم راحل،
تخيل بأنك على فراش الموت استويت، وأهلك وخلانك يبكون على ما أنت عليه
بأنك على النعش إلى القبر تساق، وإلى لقاء ربك قد سرت.

وعند كل غروب شمس يوم تذكر بأن هذه الليلة المقبلة عليك هي آخر الليلة في حياتك،
وتخيل كيف سيكون حالك
ومآلك، كيف ستلقى منكر ونكير، وظلمة القبر ...
30 ثانية عند الإشراق و30 ثانية عن الغروب،

بهذا الذكر ذكر الموت وذكر الآخرة يبعث الحياة في القلوب،
يشجعك على المضي قدماً لإصلاح نفسك ودنياك وآخرتك.
" كفى بالموت واعظا ".

" اللهم اجعل يومي خيراً من أمسي، وما بعده خيراً لي منه".
وشكراً 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق