الاثنين، 4 أبريل 2011

والــشــعــراء يـتـبِـعُـهُـمُ الــغَــاوُون،،،،

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم،،،،

يقول الله تبارك وتعالى:
"والشعراء يتبعهم الغاوُون
ألم ترَ أنَّهم في كل وادٍ يهيمون
وأنهم يقولون ما لا يفعلون
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات
وذكروا الله كثيراً وانتصروا
من بعد ما ظلموا "

سورة الشعراء


الشعر هو نوع من الكلام، قال الشافعي:
" حُسنُه كحسن الكلام ، وقبيحه كقبيحه يعني
أن الشعر ليس يكره لذاته ، وإنما يكره لمتضمناته .
وقد كان عند العرب عظيم الموقع حتى قال الأول منهم
وجرح اللسان كجرح اليد ،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الشعر الذي كان
يردُّ به على المشركين، بأنه أسرع فيهم من النبل،


فأجمل ما قرأت في وصف الشاعر هذه المقتطفات من كتاب
جوهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب.
"هو الكاتب الذي تنقاد إلى يراعه( أقلامه) دقائق المعاني صاغرة بزمام.
نثرٌ كنثرِ الورد، ونظمٌ كنظم العقد.
نثرٌ كالسحر أو أدق ونظم كالماء أو أرَقُّ ...... نثره سحر البيان،
ونظمه قطع الجمان، طلعت الشمس الأدب
من أفق أشعاره، وتفجَّرت ينابيعها من خلال آثاره.
 شاعر توقدت جمرات أفكاره. شاعر عرائس أفكاره صِبَاح
إن نَثَر فالنجوم في أفلاكها، أو نظم فالجواهر في أسلاكها.
 أخذت بمجامع القلوب كلِمُه، إذا كتب انتسب إليه السحر
أصحَّ انتساب ونسق المعجزات نسق حساب، وأرى البدائع بِيض الوجوه كريمة الأحساب. إن نثر رأيت بحراً يزخرُ
وإذا نظم أزْرى بنظم العقود وأتى بأحسن من رقم البُرود،..."


فالشعراء يجيدون اللغة بفنونها وأساليبها المتنوعة ويجيدون توظيفها أحسن توظيف في التعبير عن ما يجولُ
في خواطرهم وخيالهم الخصب، ولديهم باعٌ واسعةُ في العلم والفهم بالأمور من حولهم،
ولديهم خيال واسع وإبداع مذهل وباهر كلامهم تجده ألحى وأشهى من العسل
ففي تناغم كلاماتهم وعباراتهم ما تطيب له النفس وتسرُ في جمال نظمه وسرده الروح،



ولكن،،، ما فائدة تلك الإجادة في اللغة والخيال والإبداع والجمال البديعي إذا
خلى من الإيمان بالله وكثرة ذكره ،وما فائدته إن لم يقدم للمجتمع شيئاً،
ولم يغير للسامعين والقراء والجماهير شيئاً وينهضُ بنفوسهم نحو الأفضل والتقدم في دنياهم وآخرتهم.
إلا تضيع أوقاتهم وجعلهم يسبحون في خيالاتٍ وأماني فارغة باطلة، وبمضامين أشعارهم تافهة دنيّة،
فما هدفهم إلا التسلية والمتعة الخارجة عن الاعتدال
فما فعلهم ذلك إلا لإمالتهم عن طريق الحق والرشاد والصواب، مزينين لهم سبل الباطل ومشوهين عليهم
الحق وطرقه، سواء بقصدٍ منهم أو بدون قصد.



ذلك حال الشعراء مع كثرة علمهم ومعرفتهم وتفننهم بأساليب اللغة
فما بالي أنا وأنتم أخوتي وأخواتي إذا لم يكن في مواضيعنا وكلامنا إيمان
وذكر لله كثيراً وفائدة ومنفعة وإنتصار للحق وإزهاق للباطل وعمل بما نقول،،
فليس كل الشعراء يتبعهم الغاوون،
فيوجد شعراء مستثنين في الآية " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا
من بعد ما ظلموا"



فأوصيكم ونفسي بأن نتخير الشعراء الذين نقرأ لهم ونستمع لهم
وإلا مصيرنا الغواية والضلالة والتضيع لأوقاتنا الثمينة
وأوقات غيرنا والتي هي أعزُّ ما نملك على هذه البسيطة
بوركتم
وبوركت مساعيكم
تقديري واحترامي للجميع
....

هناك تعليقان (2):

  1. جميل سيدي

    ولكن ربما مجرد قراءة فقط
    فقد أختلف مع الشاعر في شعره وفكره
    ولكن اقرئه كي أتعلم في صياغة الجمل فقط
    وليس بضرورة التأثر بما يكتب

    بارك الله فيك

    ردحذف
  2. نعم أختي،،، نحن نتعلم من الشاعر اللغة وكيفية صياغة الجمل فهي فائدة كبيرة جداً،،، لاجدال فيها

    ولكن يوجد من الشعراء من يضيعون أوقات القراء والمستمعين،،، بلا فائدة، فقط التسلية وضياع الأوقات،، فإن وجدت فائدة تكون قليلة.

    شكراً لك أخية

    ردحذف